كتاب موسوعات الفقه الإسلامي أو معاجم القوانين الفقهية

بَيِّنَة فِيمَا ينْسب إِلَى مَذْهَبهم وَإِلَى إمَامهمْ وَقد تكون أُمُور كَثِيرَة فِي مسَائِل فقهية يُوجد الشَّيْء وضده فِيهَا فتحتاج إِلَى بحث وتمحيص إِلَى أَن يُوجد السَّنَد الْقوي أَو الأَصْل الْمُعْتَمد فِي صِحَة ذَلِك الحكم وَتلك الْفَتْوَى فَالْحَاصِل أَن مَا ذكره أخونا الْعَلامَة الشَّيْخ الْمُنْتَصر فِي هَذَا الْبَاب حقيق بالعناية وَلَا شكّ أَنه قد أصَاب فِي ذَلِك وَلَا شكّ أَن هَذَا الْعَمَل أَمر عَظِيم ومشروع جليل يحْتَاج إِلَى عناية كَبِيرَة وَإِلَى عُلَمَاء معروفين بالأمانة والنصح والصدق والبصيرة وَالْعلم حَتَّى يطمئن النَّاس إِلَى علمهمْ وَإِلَى صِحَة مَا ذكرُوا من الحَدِيث وَالْفِقْه والفتاوى.
وَفِي الْجَامِع الصَّحِيح للْبُخَارِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ من الْآثَار وَالْأَحَادِيث مَا ينفع جدا هَذَا السَّبِيل كَمَا هُوَ فِي كتب السّنة وَكتب الْأَحَادِيث الْمَعْرُوفَة من الْآثَار والعلوم الْكَثِيرَة مَا ينقع فِي هَذَا الْبَاب وَفِي كتب الْفِقْه كالمحلى وَالْمُغني وَغَيرهمَا من الْفَوَائِد الْعَظِيمَة والْآثَار الْكَبِيرَة مَا ينفع فِي هَذَا الْبَاب أَيْضا، وَالْحَاصِل أَن هَذَا مُمكن بِحَمْد الله وَلَيْسَ بعسر وَلَا مُسْتَحِيل إِذا أوجد لَهُ الرِّجَال الْأَكفاء وَإِذا هيئت لَهُ الْأَسْبَاب وفرَّغوا لهَذَا الْأَمر. وَإِن أولى النَّاس بِهَذَا الْأَمر وَلِهَذَا الْمَشْرُوع الْعَظِيم هُوَ كَمَا قَالَ الْأُسْتَاذ حَاكم هَذِه الْبِلَاد وَإِمَام الْمُسلمين فيصل بن عبد الْعَزِيز وَفقه الله وهداه إِنَّه أولى النَّاس بِهَذَا الْمَشْرُوع والعناية بِهِ وإخراجه إِلَى حيّز الْوُجُود لإيجاد عُلَمَاء صالحين لهَذَا الْغَرَض متفرغين يعنون بِهِ ويكرِّسون جهودهم ويمنحونه مَا لديهم فِي هَذَا الْبَاب مستعينين بِاللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ثمَّ بإخوانهم بَقِيَّة الْعلمَاء فِي كل مَا يهم فِي هَذَا السَّبِيل من المراجع والمحفوظات وَغير ذَلِك.
وأسأل الله أَن يَجْزِي محاضرنا عَن محاضرته خيرا، وَأَن يُبَارك فِي جهوده وعلومه وَأَن ينفع بِهِ وبسائر عُلَمَاء الْمُسلمين الْأمة الإسلامية وَأَن ينصر بهم الْحق ويدحض بهم الْبَاطِل وَأَن يجمع عُلَمَاء الْمُسلمين وولاة أَمرهم على الْحق وَالْهدى وَيصْلح عَامَّة الْمُسلمين جَمِيعًا ويهديهم سَوَاء السَّبِيل وَيصْلح ويوفق قادتهم لحكم الشَّرِيعَة والتحاكم إِلَيْهَا وتسهيل سَبِيل ذَلِك إِنَّه على كل شَيْء قدير، وَصلى لله وَسلم على نَبينَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه.

الصفحة 26