كتاب نظرات في حديث أصحابي كالنجوم

ج2 ص605 وَذكر بعض أَقْوَال الْعلمَاء الَّتِي ذكرا الْحَافِظ ثمَّ ذكر بَعْضًا من رواياته الْمَوْضُوعَة ثمَّ قَالَ وَمن مروياته حَدِيث: "أَصْحَابِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فَبِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ".
2- الرِّوَايَة الثَّانِيَة:
وبإسناد آخر روى ابْن عبد الْبر النمري الْقُرْطُبِيّ فِي كِتَابه جَامع بَيَان الْعلم وفضله 1 من طَرِيق سَلام بن سليم قَالَ حَدثنَا الْحَارِث بن غصين عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر مَرْفُوعا: "أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ" قَالَ ابْن عبد الْبر: "هَذَا إِسْنَاد لَا تقوم بِهِ حجَّة لِأَن الْحَارِث بن غصين مَجْهُول"، قَالَ الْحَافِظ ابْن حزم الأندلسي فِي كِتَابه (الإحكام فِي أصُول الْأَحْكَام) 2 قَالَ: "هَذِه رِوَايَة سَاقِطَة أَبُو سُفْيَان ضَعِيف والْحَارث ابْن غصين هَذَا هُوَ أَبُو وهب الثَّقَفِيّ، وَسَلام بن سُلَيْمَان يروي الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَهَذَا مِنْهَا بِلَا شكّ". اهـ. ولنأخذ رجلا وَاحِدًا من السَّنَد هُوَ سَلام بن سُلَيْمَان قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي3 قَالَ: "سَلام بن سليم أَو ابْن سلم أَو ابْن سُلَيْمَان وَالصَّوَاب أَبُو سُلَيْمَان وَيُقَال أَبُو عبد الله وَهُوَ سَلام الطَّوِيل خراساني الأَصْل، روى عَن حميد الطَّوِيل، وثور ابْن يزِيد الرجي وجعفر بن مُحَمَّد الصَّادِق وَغَيرهم وَعنهُ - أَي وروى عَنهُ - عبد الرَّحْمَن ابْن ثَابت بن ثَوْبَان وَعبد الرَّحِم بن مُحَمَّد الْمحَاربي وَقبيصَة بن عقبَة وَعلي بن الْجَعْد وَغَيرهم"، قَالَ فِيهِ الإِمَام أَحْمد: "روى أَحَادِيث مُنكرَة"،وَقَالَ ابْن أبي مَرْيَم عَن ابْن معِين: "لَهُ أَحَادِيث مُنكرَة"، وَقَالَ الدوري وَغَيره عَن ابْن معِين: "لَيْسَ بِشَيْء"، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: "ضَعِيف"، وَقَالَ ابْن عمار: "لَيْسَ بِحجَّة"، وَقَالَ الْجوزجَاني: "لَيْسَ بِثِقَة"، وَقَالَ البُخَارِيّ: "تَرَكُوهُ"، وَقَالَ مرّة: "يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ"، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: "ضَعِيف الحَدِيث تَرَكُوهُ"، وَقَالَ أَبُو زرْعَة: "ضَعِيف"، وَقَالَ النَّسَائِيّ: "مَتْرُوك"، وَقَالَ مرّة: "لَيْسَ بِثِقَة وَلَا يكْتب حَدِيثه"، وَقَالَ ابْن خرَاش: "كَذَّاب"، وَقَالَ ابْن حبَان: "روى عَن الثِّقَات
__________
1 ج2 ص91.
2 ج6 ص810 بتعليق الشَّيْخ أَحْمد شَاكر.
3 تَهْذِيب التَّهْذِيب ج4 ص281.

الصفحة 136