كتاب تعليق لطيف على آخر حديث في رياض الصالحين

في السماء ستَّون ميلًا (¬1)، فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا" (¬2).
إلى غير ذلك مما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنَّةِ الجنَّةَ ينادي مُنادٍ: إنَّ لكم أن تحيَوْا ولا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تَصِحُّوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تَشِبُّوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا" رواه مسلم (¬3).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله عزَّ وجلّ يقولُ لأَهلِ الجَنَّة: يا أهلَ الجنَّة، فيقولون: لَبَّيْكَ رَبَّنا وَسَعْدَيكَ، والخيرُ في يديْكَ. فيقول: هل رضيتُمْ؟ فيقولون: وما لنا لا نَرْضَى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك! فيقول: ألا أُعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم
¬__________
(¬1) وفي رواية أخرى لمسلم: "عرضها ستون ميلًا". قال النووي: ولا معارضة بينهما، فعرضها في مساحة أرضها، وطولها في السماء - أي في العلو - متساويان، والميل: ستة آلاف ذراع. اهـ، المصنف.
(¬2) أخرجه البخاري (4879)، ومسلم (2838) من حديث أبي موسى الأشعري.
(¬3) أخرجه مسلم (2837).

الصفحة 22