كتاب علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية

" وَلما انْتَهَت اللجنة من أَعمالهَا قَالَ اللورد بلفور1، رَئِيس الشّرف: إِن المبشرين ساعد لكل الحكومات فِي أُمُور هَامة، ولولاها لتعذر عَلَيْهَا أَن تقاوم كثيرا من العقبات، وعَلى هَذَا فَنحْن فِي حَاجَة إِلَى لجنة دائمة يناط بهَا التَّوَسُّط وَالْعَمَل لما فِيهِ مصلحَة المبشرين.
"فَأُجِيب اللورد بلفور إِلَى اقتراحه وتشكلت لجنة مختلطة ولجنة لمواصلة الْعَمَل وَقَالَ: م. ن. اكسنفلد عَن المؤتمر الاستعماري الألماني:
"إِن المؤتمر الاستعماري امتاز بميزتين:
الأولى: أَنه بحث فِي الشؤون الصناعية والاقتصادية.
وَالثَّانيَِة: إجماعه على وجوب ضم الْمَقَاصِد السياسية والاقتصادية إِلَى الْأَعْمَال الأخلاقية والدينية فِي سياسة الاستعمار الألماني.
ثمَّ اسْتشْهد بقول (شنكال) رَئِيس غرفَة التِّجَارَة فِي همبرغ: إِن نمو ثروة الاستعمار مُتَوَقف على أهمية الرِّجَال الَّذين يذهبون إِلَى المستعمرات، وأهم وَسِيلَة للحصول على هَذِه الأمنية إِدْخَال الدّين المسيحي فِي الْبِلَاد المستعمرة، لِأَن هَذَا هُوَ الشَّرْط الْجَوْهَرِي للحصول على هَذِه الأمنية المنشودة حَتَّى من الوجهة الاقتصادية ".
ثمَّ قَالَ: " وتوسعوا فِي القَوْل حَتَّى خيّل للْجَمِيع أَن المؤتمر الاستعماري تحول إِلَى مؤتمر تبشيري..".
وَورد فِي الْكتاب الْمَذْكُور أَيْضا وَهُوَ (الْغَارة على الْعَالم الإسلامي) ذكر لبَعض الإحصائيات الَّتِي تبين مدى الاهتمام والمساعدات الْكَبِيرَة الَّتِي يلقاها المبشرون الأمريكان من أَغْنِيَاء أمتهم ومتمولي بِلَادهمْ الَّذين يمدونهم بالأموال الطائلة لأَدَاء مهمتهم التبشيرية فِي الْعَالم الإسلامي..
__________
1 - اللورد بلفور هُوَ نَفسه صَاحب الْوَعْد المشؤوم للْيَهُود بإنشاء كيان لَهُم فِي فلسطين الْمسلمَة.

الصفحة 108