كتاب علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
- سُبْحَانَهُ - وَسنة نبيه - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - ويرجعوا إِلَى وحداتهم، وَمن ثمَّ فهم يبذلون جهوداً ضخمة للتخلص مِنْهُ وَمن دَعوته بشتى الْوَسَائِل والأساليب، وَإِن كَانُوا الْيَوْم وَبعد تجارب كَثِيرَة يفضلون أَن يكون التَّخَلُّص مِنْهُ على أَيدي أَبنَاء الْمُسلمين حَتَّى لَا يشكل ذَلِك ردة فعل عِنْد الْمُسلمين وَيحدث الَّذِي يخشونه من عودة الْمُسلمين إِلَى كتاب رَبهم - سُبْحَانَهُ - وَسنة نَبِيّهم - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - وَلذَلِك نجدهم يخططون لهَذَا ويعبرون عَن ذَلِك بقَوْلهمْ "علينا أَن نخرج من الْمُسلمين من يتَوَلَّى حَرْب الْإِسْلَام، لِأَن الشَّجَرَة يجب أَن يقطعهَا أحد فروعها". وَمن هُنَا وجدنَا كَيفَ أوعزت الدَّوَائِر الاستعمارية الصليبية لربيب نعمتها مُحَمَّد عَليّ باشا (الَّذِي يسمونه بالكبير) أَن يزحف على الدرعية بِالسِّلَاحِ الَّذِي زودته بِهِ أوروبا وبالتدريب العسكري الَّذِي دربت جُنُوده عَلَيْهِ. وَلَكِن هَذَا كُله تمّ باسم الْبَاب العالي أَو قل باسم خَليفَة الْمُسلمين، وبصرف النّظر عَن الملابسات الْأُخْرَى، لَكِن المهم هُوَ أَنهم مَا أَن عرفُوا حَقِيقَة دَعْوَة مُجَدد الْإِسْلَام الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب - رَحمَه الله تَعَالَى - حَتَّى أقامهم ذَلِك وأقعدهم وملأ قُلُوبهم رعْبًا، وراحوا يسعون سعياً حثيثاً لإجهاض هَذِه الْحَرَكَة الإسلامية الْعَظِيمَة الَّتِي تروم العودة بِالْمُسْلِمين إِلَى الْكتاب وَالسّنة مِمَّا كَانَ لَهَا آثارها الْعَظِيمَة وَللَّه الْحَمد فِي إِعَادَة الْمُسلمين إِلَى كتاب رَبهم - سُبْحَانَهُ - وَسنة نَبِيّهم - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - وتطهيرهم من الخرافات والبدع والشركيات والضلالات. والعجيب من أَمر الْمُسلمين أَنه بَيْنَمَا يعوم المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي وَيقْعد لأنباء الحركات والدعوات والشخصيات الإسلامية وترتعد فرائصه لقيامها، ويموج فَرحا بشعوبه ومؤسساته لوأدها وَقتل رجالها وقادتها، يبْقى الْمُسلمُونَ - إِلَّا من رحم رَبك - فِي غَفلَة عَن ذَلِك كُله وَكَأن الْأَمر لَا يعنيهم وَهَذَا فِي أحسن أَحْوَالهم، وَهَذَا إِذا لم يستخدموا كَمَا يستخدم الْمعول فِي الْهدم، أَو يصفقوا ببلاهة وسذاجة للهدامين..
يَقُول الْعَالم الشَّهِيد - سيد قطب - رَحمَه الله تَعَالَى - عَن هياج المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لقتل إِحْدَى هَذِه الشخصيات الإسلامية الَّتِي خلفت الإِمَام
الصفحة 112
180