كتاب علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
المجدد مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب - رَحمَه الله تَعَالَى - فِي إيقاظ الْمُسلمين وَالْعَمَل على توحيدهم -
يَقُول: " كنت يَوْمهَا فِي أمريكا - أَي يَوْم قتل الشَّهِيد حسن الْبَنَّا - رَحمَه الله تَعَالَى - وَلم أكن أعْط الْحَرَكَة الإسلامية وَلَا مرشدها من اهتمامي - مَا هُوَ جدير بِهِ - وَلم أكن أتصور أَنَّهَا تشكل فِي بؤرة الشُّعُور الغربي شَيْئا يذكر حَتَّى صدمني الْوَاقِع من حَولي فِي أمريكا وهزني هزاً فتح أعيني فتحا مَا لم أفطن إِلَيْهِ من قبل".
"لقد شهِدت مظَاهر الابتهاج والفرح بل والشماتة فِي كل شَيْء من حَولي فِي الصحافة، وَفِي جَمِيع أجهزة الْإِعْلَام، ووفي كَافَّة المنتديات، كلهَا تهلل وتهنئ بَعْضهَا بَعْضًا بالتخلص من أخطر رجل فِي الشرق فعجبت من هَذَا الاهتمام بِهِ والتقييم لحركته والتتبع الواعي لَهَا إِلَى هَذَا الْحَد الَّذِي لَا وجود لمثله فِي بِلَادنَا نَفسهَا، وَعلمت أَن فِي الْأَمر سرا أكبر يغيب عني يكمن فِي طبيعة دَعْوَة هَذَا الرجل، وَفِي شخصه الْعَظِيم الَّذِي لم أحظ بمعرفته على الْوَجْه الْأَكْمَل، وَأَنا أعيش مَعَه فِي وَطن وَاحِد، الْأَمر الَّذِي لم أستوِ فِيهِ حَتَّى مَعَ المستعمرين، وصممت بعد عودتي من أمريكا أَن أُعِيد بحث الْأَمر من جَدِيد.."1
وَهَكَذَا نجد أَن المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي يعِيش فِي خوف دَائِم، وحذر شَدِيد من يقظة الْمُسلمين وعودتهم لإسلامهم، وتسودّ الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْهِ حِين يرى شخصية إسلامية يَصِيح فِي الْمُسلمين لتوقظهم أَو توَحد كلمتهم فترتعد فرائص رؤوسه ويقومون يقابلون دَعوته هَذِه باجتماعات يتداعون لَهَا، وأحلاف يعقدونها كَمَا رَأينَا مِنْهُم عبر التَّارِيخ، وكما نرى الْيَوْم.. كل ذَلِك خوفًا من أَن يَسْتَيْقِظ هَذَا العملاق الْمُسلم النَّائِم الَّذِي بَدَأَ يَتَحَرَّك ويصحوا وينتبه من غفلته ونومه الطَّوِيل، وخوفاً من أَن يُعِيد التَّارِيخ نَفسه..
__________
1 - مجلة الْمُجْتَمع الكويتية عدد (115) تَارِيخ 19/7/1392هـ ص10 - 11 بِشَيْء من التَّصَرُّف الْيَسِير.
الصفحة 113
180