كتاب علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
"إِن جهود المبشرين فشلت فشلاً ذريعاً فِي الْعَالم الإسلامي لِأَنَّهُ لم ينْتَقل من الْإِسْلَام إِلَى المسيحية إِلَّا وَاحِدًا من اثْنَيْنِ إِمَّا قَاصِر خضع بوسائل الإغراء أَو بِالْإِكْرَاهِ أَو معدم تقطعت بِهِ أَسبَاب الرزق فجاءنا مكْرها ليعيش".
فَرد عَلَيْهِ زويمر قَائِلا، كاشفاً عَن خطة المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي فِي الْعَالم الإسلامي:
قَالَ: " كلا، إِن هَذَا الْكَلَام يدل على أَن المبشرين لَا يعْرفُونَ حَقِيقَة مهمتهم فِي الْعَالم الإسلامي، إِنَّه لَيْسَ من مهمتنا أَن نخرج الْمُسلمين من الْإِسْلَام إِلَى المسيحية، كلا.
إِنَّمَا كل مهمتنا أَن نخرجهم من الْإِسْلَام فَحسب، وَأَن نجعلهم ذلولين لتعاليمنا ونفوذنا وأفكارنا.. وَلَقَد نجحنا فِي هَذَا نجاحاً كَامِلا، فَكل من تخرج من هَذِه الْمدَارِس لَا مدارس الإرساليات التبشيرية فَحسب، وَلَكِن الْمدَارِس الْحُكُومَة والأهلية الَّتِي تتبع المناهج الَّتِي وضعناها بِأَيْدِينَا وأيدي من رَبَّيْنَاهُمْ من رجال التَّعْلِيم.. كل من تخرج من هَذِه الْمدَارِس خرج من الْإِسْلَام بِالْفِعْلِ وَإِن لم يخرج بِالِاسْمِ، وَأصْبح عوناً لنا فِي سياستنا دون أَن يشْعر، أَو أصبح مَأْمُونا علينا.. وَلَا خطر علينا مِنْهُ..لقد نجحنا نجاحاً مُنْقَطع النظير..".
ثمَّ قَالَ: " … إِنَّمَا مهمتكم أَن تخْرجُوا الْمُسلم من الْإِسْلَام ليُصبح مخلوقاً لَا صلَة لَهُ بِاللَّه، وبالتالي لَا صلَة تربطه بالأخلاق الَّتِي تعتمد عَلَيْهَا الْأُمَم فِي حَيَاتهَا، وَبِذَلِك تَكُونُونَ أَنْتُم بعملكم هَذَا طَلِيعَة الْفَتْح الاستعماري فِي الممالك الإسلامية، وَهَذَا مَا قُمْتُم بِهِ خلال المئة السالفة خير قيام، وَهَذَا مَا أهنئكم عَلَيْهِ وتهنئكم دوَل المسيحية والمسيحيون جَمِيعًا كل التهنئة".
"لقد قبضنا أَيهَا الإخوان فِي هَذِه الحقبة من الدَّهْر من ثلث الْقرن التَّاسِع عشر إِلَى يَوْمنَا هَذَا على جَمِيع برامج التَّعْلِيم فِي الممالك الإسلامية، ونشرها فِي تِلْكَ الربوع مكامن التبشير وَالْكَنَائِس والجمعيات والمدارس المسيحية الْكَثِيرَة الَّتِي تهيمن عَلَيْهَا الدول الأوروبية والأمريكية وَالْفضل إِلَيْكُم وحدكم أَيهَا الزملاء.
الصفحة 118
180