كتاب بنو إسرائيل في ضوء الإسلام

ثم البابليين، ثم دولة الفرس الأولى، ثم اليونان السلوقيين أحفاد قواد الاسكندر المقدوني، ثم الرومان الذين سلطهم الله على بني إسرائيل بعد إفسادهم الآنف الذكر، ويشردونهم من فلسطين، ثم يأتي العرب المسلمون ويفتحون البلاد كلها باسم الإسلام، فيهزمون الروم ويقيمون شرع الله منذ القرن الأول الهجري إلى نهاية الخلافة العثمانية المسلمة عام 1337هـ الموافق 1918م، ومع ذلك يشهد التاريخ أن المسلمين عطفوا على اليهود وآووهم وأنصفوهم في الشام وإفريقيا والأندلس، وكان بيت المال يساعد العجزة والمقعدين منهم، وأوصى النبي المسلمين بهم خيرا ما داموا أهل ذمة؛ فأين فرية حق اليهود في فلسطين؟.
إن اليونان حكموا فلسطين حوالي ثلاثة قرون.
والرومان حكموا فلسطين حوالي سبعة قرون.
والصليبيين حكموا فلسطين أثناء ضعف المسلمين حوالي قرنين.
واليهود حكموا فلسطين حوالي دون قرنين من الزمان ثم شردوا منها.
والعرب ثم المسلمون حكموا فلسطين واستوطنوها أكثر من 20 قرنا.
ولم نسمع أن أحدا من أحفاد هؤلاء الأقوام يطالب بالرجوع إلى فلسطين بحجة أن أجدادهم قد سكنوها وحكموها في الماضي. ولو اتبع عقلاء العالم منطق اليهود وحججهم لزم أن تعود أسبانيا إلى العرب المسلمين وقد حكموها ثمانية قرون، وأن يعود سكان الأمريكتين وأستراليا إلى أوروبا، وأن تحتل إيطاليا بريطانيا؛ لأن الرومان قد حكموا بريطانيا عدة قرون.
نزح كثير من اليهود بعد أن خرب الرومان هيكلهم عام 70م إلى المدينة المنورة وخيبر، واختاروا الحجاز بالذات موطنا لعلمهم أن آخر رسل الله سيبعث منها كما نصت التوراة، فلعل الله يخرجه منهم ويتوب عليهم، واشتغلوا بالتجارة، وآثروا على عادتهم في سلوك طرق المكر والتحايل والربا الفاحش، وصار لهم قوة، وحالفوا الأوس والخزرج سكان المدينة المنورة.
ويبعث الله محمد القرشي صلى الله عليه وسلم من بني إسماعيل رسولا

الصفحة 80