كتاب بنو إسرائيل في ضوء الإسلام

سادسا: حاولوا قتله مرارا وآخرها يوم دست له السم إحدى نساء اليهود في ذراع الشاة المطبوخة، فمضغ مضغة ثم لفظها لتغير طعمها في فيه، أو لأن الله أخبره.
سابعا: وأخيرا حملوا السلاح في وجهه وخانوا عهدهم معه كما فعل بنو قريظة وسكان خيبر، ولكن الله رد كيدهم إلى نحورهم ثم طردوا من الجزيرة.
والعقد النفسية التي سيطرت على عقليات اليهود عبر الأجيال أنهم "شعب الله المختار" وأنهم "أبناء الله وأحباؤه" وأنه "لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا": {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَة} (البقرة: من الآية80) "عدد أيام عبادتهم العجل" على أن بعض هذه العقد يرجع إلى أصل صحيح، فالله سبحانه قد فضل بني إسرائيل على عالم زمانهم حين كانوا يعملون بشريعته ويتحاكمون إليها أيام يوسف عليه السلام، وموسى وداود وسليمان عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء والرسل. ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هذه الأفضلية جاءتهم من تحكيمهم كتاب الله وطاعتهم لأنبيائهم، فلما تمردوا على أوامر الله وقتلوا أنبياءه واستهزءوا بشريعته انفصمت عنهم هذه الأفضلية، وسقطت بالبداهة، ثم غضب الله عليهم ولعنهم. بيد أن شياطينهم وطواغيتهم موهوا على شعوبهم الحقائق وزيفوها، وأوحوا إليهم أنهم لا يزالون شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه ولا يمكن أن يتخلى الله عن إسرائيل ولا عن أبنائه، ولا يزالون يجترون هذه الأوهام في نفوسهم حتى يجيئهم عذاب الاستئصال. وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم عذاب استئصالهم في صحيح البخاري قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم ها هو يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد…الخ".
وقد اتبعت الآلاف المؤلفة من جماهير المسلمين في العصور الأخيرة سنن اليهود في هذه الفكرة، وصرنا نسمع بالمسلم الشيوعي والبعثي والقومي والاشتراكي وغيرهم، وكلهم يقول بلسان القرآن: "نحن خير أمة أخرجت للناس" أو بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" وهم لا يعلمون شيئا عن حقائق الدين وأصوله إلا أماني، فقد استدبروا الثقافة الإسلامية المشرفة، واستقبلوا ثقافات الأمم الأخرى الملحدة الماجنة، فجهلوا الأمور المخرجة من الملة وإن صلى

الصفحة 85