كتاب شعر شوقي في ميزان النقد

وسلم من حيث يظن أنه يمدحه، كأولئك {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} . وليت شوقيّا تأخرت به الأيام إلى عهود (الثوريات الاشتراكية) وشاهد ما لقيت أمته على أيدي هؤلاء الاشتراكيين من الذل والعار والضياع. . إذن لعض يديه ندماً على ما فرط. . ولحاول تدارك ما تفلت به لسانه بقصائد تكفر بعض هاتيك السيئات.
ومما يلفت النظر ف هنوات شوقي هذه أنها تلاحقه في معظم إسلامياته حتى ليقول للسلطان عبد الحميد عليه رحمة الله:
بحمد الله رب العالمينا. ... وحمدك يا أمير المؤمنينا.
فيسوي في استحقاق المحمدة بينه وبين الله عز وجل، دون أن يفطن لخطر التعبير، الذي حذر منه رسول الله عليه وسلم أشد التحذير، حين قال للرجل الذي سوى بين مشيئة الله ومشيئة رسوله: "أجعلتني لله ندا؟ . . . قل ما شاء الله ثم شئت".
4_ شوقي والعمال:
ويدعو شوقي لإتقان العمل، ويرى أن العمال المتقين هم عمار الأرض، لذلك يحث عمال مصر على الجد والإتقان، ويذكرهم بماضي أجدادهم وما تركوه من آثار عمرانية رائعة، ليستعيدوا بعزائمهم ذلك العهد المجيد:
أيها العمال: أفنوا العمر. . . . . كداً واكتساباً
واعمروا الأرض فلولا. . . سعيكم أمست يبابا
إن للمتقين عند الله والناس ثوابا
أرضيتم أن ترى مصر من الفن خرابا
بعدما كانت سماء للصناعات وغابا
5_ الأخلاق في نظر شوقي:
كان شوقي كثير الدعوة إلى الأخلاق يراها الأساس الأول لقوة الأمة،

الصفحة 84