كتاب ردع الإخوان عن محدثات آخر جمعة رمضان

وأما اعتقادهم في أنَّ صلاةَ رمضان، وإنْ كانت فريضةً فَضلًا عن غيرها تعدلُ كثيرًا من الصَّلوات، فهو قبيحةٌ ثانية.
قال في "الفتاوى البزَّازية" (¬1): "يصلي في رمضان لا غير، ويقول: اين خود بسياراست، أو يقول: صَلاةٌ في رمضان تعدل سبعين صلاة: يكفر" (¬2) انتهى.
وفي "الفُصُول العِمَادية" (¬3): رجلٌ يُصلِّي في رمضان لا غير، ويقول: اين خود بسياراست، أو يقول: زيادت في آيد؛ لأن كل صلاة في رمضان تساوي سبعين صلاة: يكفر. انتهى. ومثله في "جامع الفصولين" (¬4).
¬__________
(¬1) لحافظ الدين محمَّد بن محمَّد شهاب البزازي الكَرْدري المتوفى سنة 827 ذكره في "الكشف" 1: 242. وترجمته مبسوطة في "الفوائد البهيَّة"، ص 187.
(¬2) الفتاوى البزازية، المطبوع بحاشية الفتاوى الهندية 6: 341.
(¬3) لأبي الفتح عبد الرحيم بن أبي بكر ابن صاحب الهداية، فرغ من تأليف "الفصول العمادية" في سمرقند سنة 651، وتوفي نحو سنة 670، وكتابه "الفصول" مطبوع. قال اللكنوي: قد طالعتُ "الفصول العمادية" فوجدتُه مجموعًا نفيسًا شاملًا لأحكام متفرِّقة، ومتضمِّنًا لفوائد مُلتَقطَة. "الفوائد البهيِّة" ص 93، 94.
(¬4) للشيخ بدر الدين محمود بن إسرائيل الشهير بابن قاضي سِمَاوند، ولد في قلعة سماوند من بلاد الروم، وقرأ بقونية بعضًا من العلوم، وارتحل إلى الديار المصرية، وَبَرعَ في جميع العلوم، وكتابه "جامع الفصولين" جمع فيه بين فصول العمادي، وفصول الاستروسني، وتوفي سنة 818 تقريبًا. كما في "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، لطاش كبري زاده ص 49 - 52، و"التعليقات السنية"، للكنوي ص 127، وانظر: "الأعلام" 7: 165 - 166، وفيه: ابن قاضي سِمَاوْنة، وهي قلعة في سنجق كوتاهية بتركيا، ووفاته سنة 823.

الصفحة 20