كتاب ثمرة التسارع إلى الحب في الله تعالى وترك التقاطع

وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وإِنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزنونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسَ"، وقَرَأَ هذا الآيةَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]. رواه أبو داود (¬1).
وَعَن ابنِ عبَّاس قَال: قَال رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذرٍّ: "يَا أَبَا ذَرّ، أَيُّ عُرَى الإِيمانِ أَوْثَق؟ "، قَالَ: الله وَرَسُوله أَعْلم. قَال: "المُوَالاَةُ في اللهِ، والحُبُّ في الله". رواه البيهقي في "شعب الإِيمان" (¬2).
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "إِذَا عَادَ المُسْلِمُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ، قَال الله تعالى: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّة مَنْزِلًا". رواه الترمذي (¬3).
¬__________
(¬1) في "سننه" (3527)، وفي إسناده انقطاع، إلَّا أنَّه حسن بشواهده التي منها: حديث أبي هريرة عند ابن حبان (573)، وحديث أبي مالك الأشعري عند أحمد (5/ 343).
(¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 251)، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (9068)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (13/ 53) وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه الحسين بن قيس الرحبي، متروك الحديث، إلَّا أنَّ أصل الحديث حسن بشواهده التي منها: حديث البراء بن عازب، الذي أخرجه أحمد (4/ 286)، وابن أبي شيبة في "الإِيمان" (110)، وإسناده ضعيف. ومرسل عمرو بن مرَّة: أخرجه وكيع بن الجرَّاح في "الزُّهد" (329)، فالحديث حسن لغيره، والله أعلم.
(¬3) في "سننه" (2008)، وأحمد (2/ 326، 344، 354)، والبخاري في "الأدب المفرد" (345)، وقال الترمذي: "حديثٌ حسن"، وهو كما قال بشاهد له عند أبي يعلى في "مسنده" (4139)، وأبي نُعيم في "الحلية" (3/ 157) من حديث أنس. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 173): "رجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة".

الصفحة 39