كتاب ثمرة التسارع إلى الحب في الله تعالى وترك التقاطع

وَعَنِ المِقْدَامِ بن مَعْدِي كرب عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنّهُ يُحِبّه". رواه أبو داود والترمذي (¬1).
وَعَن أَنَسٍ قَال: مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْده نَاسٌ، فَقَال رَجُلٌ مِمَّنْ عِنْدَه: إِنِّي لأُحِبُّ هذَا للهِ؟ فَقَال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْلَمْتَه؟ "، قَال: لَا، قَال: "قُمْ إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ"، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ، فَقَال: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، قَال: ثُمَّ رَجَعَ، فَسَأَلَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَال، فَقَال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ". رواه البيهقي في "الشعب"، وللترمذي نحوه (¬2).
وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخدري أنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقُول: "لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ". رواه الترمذي، وأبو داود والدَّارمي (¬3).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (4/ 130)، والبخاري في "الأدب المفرد" (542)، وأبو داود (5124)، والترمذي (4/ 284 من تحفة الأحوذي، ط الهند، وقد سقط من طبعة إبراهيم عطوة)، وإسناده صحيح.
(¬2) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20319)، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (8596)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (13/ 66، 67)، وإسناده جيِّد.
وأما رواية الترمذي فإنه أخرجها في "سننه" (2386)، ولفظها: "المرءُ مَع مَنْ أَحَبَّ، وله ما اكْتَسَبَ".
وإسنادها ضعيف؛ فيها أبو هشام الرفاعي محمَّد بن يزيد، شيخ الترمذي، ليس بالقوي كما في "التقريب"، والحسن البصري لم يصرح بسماعه من أنس، فتبقى لفظة: "وله ما اكتسب" ضعيفة، ومما يدل على ضعفها أنَّ الإِمام أحمد أخرج هذا الحديث في "مسنده" (2/ 226، 283) بسند جيِّد من حديث أنس هذا وفيه: "ولك مَا احْتَسَبْتَ".
(¬3) أخرجه أحمد (3/ 38)، وأبو داود (4833)، والترمذي (2395)، والدارمي (2/ 103)، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (8937)، وإسناده حسن.

الصفحة 40