كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: مقدمة)

الساعدي المالكي، قال: استعملني عمر رضي الله عنه، فذكره، فظاهره أن اللفظ لمروان الطاطري.
ولم أقف له على مثال عند الحافظ أبي نعيم رحمه الله تعالى إلا ما تقدم تحت الضابط رقم 4 من هذه الضوابط:
7 - التنصيص على اختلاف صيغ التحمل، وهو مأثور عن الإمام مسلم أيضًا (¬1)، وهذا لا مثال له عند الحافظ أبي عوانة في القسم المخصص لهذه الدراسة من كتابي الصوم والزكاة، وربما كان ممن يرى جواز إطلاق (حدثنا) و (أخبرنا)، فيما تحمله عرضًا وسماعًا، كما هو مذهب البخاري في الكثيرين (¬2)، فإن أبا عوانة كان أغلب ما يروي عن شيوخه بحدثنا، وروايته بأخبرنا قليلة، ومعلوم أن أخذه بين شيوخه غير منحصر في التحديث، أو في العرض، بل هو دائر بينهما، فدل على احتمال إطلاقهما فيهما عنده، وحينئذ لا يهتم بالتنصيص عليهما عند الاختلاف، وقد يكون غير ذلك، والله أعلم (¬3).
¬__________
(¬1) كتاب الصيام -باب بيان أن القبلة للصائم ليست محرمة (2/ 777/ 65) وانظر صيانة صحيح مسلم (ص 101).
(¬2) صحيح البخاري مع فتح الباري -كتاب العلم- باب قول المحدث: "حدثنا" و "أخبرنا" و "أنبأنا" (1/ 144).
(¬3) انظر ما قرره الحافظ السخاوي عن الإمام النسائي في مثل هذه المسألة في بغية الراغب المتمني في ختم النسائي (ص 40).

الصفحة 291