كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: مقدمة)

قبل الاختلاط.
والثالث عبد الملك بن عمير، له حديثان، وهما اللذان سبق ذكرهما في التدليس، وهو في الحقيقة لم يختلط، وإنما ساء حفظه لكبر سنه مثل ما حصل لأبي إسحاق السبيعي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وضابط صحة السماع في حديثه أن يكون من رواية القدماء عنه (¬1)، ففي الحديث رقم (3001)، وهو حديث أبي سعيد في النهي عن صوم يومي العيد، الراوي عنه جرير بن عبد الحميد الضبي توفي سنة 188 هـ، وعند أبي نعيم، عبيد الله بن عمرو توفي سنة 180 هـ، وعند أبي عوانة من الرواة عنه شعبة توفي سنة 160 هـ، وشيبان النحوي توفي سنة 164 هـ (¬2)، وإن كان جرير ممن روى عنه صاحب الصحيحين كليهما من حديثه عن عبد الملك، إلا أن في رواية المصنف عن المذكورين زيادة فائدة لتقدم وفاتيهما، (¬3) ثم اتفاق هؤلاء الحفاظ على رواية الحديث بطريقة واحدة، يقضي على أنه حدث به في استقامة، فإن من ضوابط موضوع الاختلاط عند صاحبي الصحيحين أنهما ينتقيان من أحاديث المختلطين، فيروون ما توافق عليه عدد من الرواة عنه وإن كانوا ممن سمع منه بعد الاختلاط (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 661)، هدي الساري (ص 422).
(¬2) انظر سني الوفيات في تقريب التهذيب.
(¬3) انظر: الحديث رقم: (3135 وص 210)، من مصورة رقم: (2049).
(¬4) انظر: ضوابط الجرح والتعديل (ص 114).

الصفحة 370