كتاب السنة النبوية وحي - خليل خاطر

على نبينا وعليهم الصلاة والسلام. كما قد يكون في الوقت الواحد أكثرُ من نبيٍّ، ولو في القرية الواحدة، ... كما قد يكون أكثر من رسول أيضاً.
ولا يشترطُ وجودُ كتابٍ منزل من قبل الله تعالى حتى يعتبر ذلك المصطفى بالوحي رسولاً أو نبياً، إنما العبرةُ بوجود الوحي، لأنه من المجمع عليه أن الكتب والصحف إنما نزلت على بعض الأنبياء والرسل عليهم السلام، أما أغلب الأنبياء والرسل عليهم السلام فليس عندهم كتب ولا صحف، إنما ينزل عليهم الوحي بما يريده الله عز وجل. ولو كان يُشترط وجودُ الكتاب لصحة النبوة أو الرسالةِ لأُلغِيت نبوةُ كثيرين ورسالتهُم من الرسل والأنبياء عليهم السلام، لعدم وجود ذلك عندهم.
كما لو كان وجودُ الكتاب شرطاً لصحة نبوة كل نبي، لوجب وجودُ الكتب عندهم جميعاً، وهذا خلاف الواقع المجمع عليه، وهو وجودُ بعض الكتب عند بعض الأنبياء والرسل على نبينا وعليهم الصلاة والسلام.
لكن المجمع عليه: هو وجودُ الوحي عند جميعهم عليهم السلام.
كما قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً} [النساء:163]
فيلاحظ قوله تعالى: {كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} إذ ذكر نوحاً عليه السلام لأنه أولُ رسولٍ أُرسل إلى البشرية، ثم ذكر {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} ليكون شاملاً مستغرِِقاً جميعَ الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة السلام من بعد نوح عليه السلام.

الصفحة 13