كتاب السنة النبوية وحي - أبو لبابة بن الطاهر حسين

رسول الله؟ " قال: "ناس من أمّتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر [أي وسطه ومعظمه] ملوكا على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرّة". قالت: يارسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها. . . فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان [في فتح قبرص] فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت (1) .
يقول ابن حجر معلّقا على الخبر: "فيه إخبار بما سيكون فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم " (2) .
- وقد لمّح الرسول صلى الله عليه وسلم لغزو المسلمين في البحر عند رجوعه من غزوة تبوك في رجب من السنة 9هـ حيث اشتكى المسلمون ما برواحلهم من الجهد فدعا لها رسول الله: "اللهم احمل عليها في سبيلك، إنّك تحمل على القويّ والضعيف وعلى الرطب واليابس في البرّ والبحر" فما بلغوا المدينة، حتّى جعلت تنازعهم أزمّتها. فقال فضالة بن عبيد الأنصاريّ راوي الحديث: "هذه دعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم على القويّ والضعيف، فما بال الرطب واليابس!؟ فلمّا رأيت السفن في البحر وما يدخل فيها عرفت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم " (3) .
__________
(1) كتاب التعبير - باب رؤيا النهار - فتح الباري 12/408 حديث 7001 - 7002 - صحيح مسلم - الإمارة - باب فضل الغزو في البحر 3/ 1518 حديث 1912 - الترمذيّ - فضائل الجهاد - باب ما جاء في غزو البحر 4/178 حديث 1696.
(2) فتح الباري 12/409.
(3) مسند أحمد 5/453.

الصفحة 34