كتاب السنة النبوية وحي - أبو لبابة بن الطاهر حسين

وتاب طليحة بن خويلد الأسديّ، ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر، ونقل أنّ سجاحا التميميّة تابت كذلك [وانتقلت إلى البصرة وماتت بها] ، ومن هؤلاء الكذّابين المختار بن أبي عبيد الثقفيّ [صاحب الفرقة الكيسانيّة] الذي زيّن له الشيطان ادعاء النبوّة، وزعم أنّ جبريل يأتيه، وقد روى الشعبيّ أنّ الأحنف بن قيس أراه كتاب المختار إليه يذكر فيه أنه نبيّ. ومنهم الحارث الكذّاب خرج في خلافة عبد الملك بن مروان فقتله. . " (1) .
فظهور ما أخبر عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكذّابين قبل خروجهم بزمن طويل يدلّ على صدقه كما يدلّ على أن مصدر خبره الوحي؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله.
__________
(1) فتح الباري 6/714.
7ـ نعي أمراء مؤتة الثلاثة قبل وصول خبرهم إلى المدينة
وممّا أخبر به النبيّ صلى الله عليه وسلم من الغيبيات استشهاد أمراء المعركة الثلاثة قبل وصول خبرهم إلى المدينة: روى البخاريّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثمّ أخذ الراية جعفر فأصيب، ثمّ أخذ الراية ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتّى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم " (1) .
__________
(1) المغازي - باب غزوة مؤتة من أرض الشام - فتح الباري 7/585، حديث4263وكانت تلك الغزوة في جمادى من سنة ثمان.

الصفحة 38