كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 100 """"""
وقوانين " وفرقوا بين طبع النار والنور " وزعموا أن الحيوان يجتذبه النور ، فيحرق نفسه : كالفراش الطائر بالليل فما لطف جسمه ، ويطرح نفسه في السراج فيحرقها . وغير ذلك مما يقع في صيد الليل من الغزلان ، والوحش ، والطير ، وكظهور الحيتان في الماء إذا قربت من السراج في الزوارق كما يصاد السمك ببلاد البصرة في الليل ، فإنهم يجعلون السرج حوالي المركب ، فيثب السمك من الماء إليها ؛ وان النور صلاح هذا العالم ، وشرف النار على الظلمة إلى غير ذلك .
فلما أخبروا أفريدون بذلك أمر أن تحمل جمرة منها إلى خراسان ، فحملت . فاتخذ لها بيتا بطوس . " واتخذ بيتا آخر بمدينة بخارا يقال له برد سورة " . وبيتا آخر بسجستان كواكر ، كان اتخذه بهمن بن إسفنديار بن يستاسف بن يهراسف .
وبيت آخر ببلاد الشير والران ، كانت فيه أصنام أخرجها منه أنوشروان ، وقيل إنه صادف هذا البيت ، وفيه نار معظمة فنقلها إلى الموضع المعروف بالبركة .
وبيت آخر للنار يقال له كوسجة : بناه كيخسرو الملك .
وقد كان بقومس بيت نار معظم لا يدرى من بناه ، ويقال له حريش . ويقال أن الإسكندر لما غلب عليها . تركها ولم يطفئها .

الصفحة 100