كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 103 """"""
عاقدين النيران في بكر الأذ . . . ناب منها ، لكي تهيج النحورا .
سلع ما ومثله عشر ما . . . عائل وما وعالت البيقورا .
نار الزائر والمسافر ويسمونها نار الطرد . وذلك أنهم كانوا إذا لم يحبوا رجوع شخص ، أوقدوا خلفه نارا ودعوا عليه . ويقولون في الدعاء . أبعد الله وأسحقه وأوقدوا نار إثره . قال الشاعر :
وجمة قوم قد أتوك ولم تكن . . . لتوقد ناراً خلفها للتندم .
والجمة : الجماعة يمشون في الدم ، وفي الصلح . ومعنى هذا البيت : لم تندم على ما أعطيت في الحمالة عند كلام الجماعة ، فتوقد خلفهم نارا كي لا يعودوا .
نار التحاليف كانوا لا يعقدون حلفهم إلا عليها ، فيذكرون منافعها ، ويدعون الله بالحرمان والمنع من منافعها على الذي ينقض العهد ، ويطرحون فيها الكبريت والملح . فإذ فرقعت هول على الحالف . قال الكميت :
همو خوفوني بالعمى هوة الردى . . . كما شب نار الحالفين المهول .
وقال أوس بن حجر :
إذا استقبلته الشمس ، صد بوجهه . . . كما صد عن نار المهول حالف .
نار الغدر كانت العرب إذا غدر الرحل بجاره ، أوقدوا له نارا بمنى ، أيام الحج على الأخشب " وهو الجبل المطل على منى " . ثم صاحوا : هذه غدرة فلان . قالت امرأة من هاشم :
فإن نهلك فلم نعرف عقوقا . . . ولم توقد لنا بالغدر نار .
نار السلامة وهي نار توقد للقادم من سفره ، إذا قدم بالسلامة والغنيمة . قال الشاعر :
يا سليمى أوقدي النارا . . . إن من تهوين قد زارا .

الصفحة 103