كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 104 """"""
نار الحرب وتسمى نار الأهبة والإنذار . توقد على يفاعٍ ، فتكون إعلاما لمن بعد . قال ابن الرومي :
له ناران : نار قرى وحرب . . . . ترى كلتيهما ذات التهاب .
نار الصيد يوقدونها لصيد الظباء ، لتعشى أبصارها .
نار الأسد كانت العرب توقدها إذا خافوه ؛ فإن الأسد إذا عاين النار حدق إليها وتأملها .
نار السليم توقد للملدوغ ، والمجروح ، ومن عضه الكلب حتى لا يناموا فيشتد بهم الألم . قال النابغة : يسهد من ليل التمام سليمها . . . لحلى النساء في يديه قعاقع .
وذلك لأنهم يعقلون عليه حلى النساء ويتركونه سبع أيام .
نار الفداء وذلك أن ملوكهم كانوا إذا سبوا قبيلة وخرجت إليهم السادات في الفداء وفي الاستهياب ، كرهوا أن يعرضوا النساء نهارا فيفتضحن . وأما في الظلمة فيخفى قدر ما يحسبون من الصفي لأنفسهم ، وقدر ما يجودون به ، وما يأخذون عليه الفداء . فيوقدون لذلك النار . قال الشاعر :
نساء بني شيبان يوم أوارة . . . على النار إذ تجلى له فتيانها .
نار الوسم كانوا يقولون للرجل : ما نارك ؟ " في الاستخبار عن الإبل " أو ما سمتك ؟ " فيقول " : حياط ، أو علاط ، أو حلقة ، أو كذا ، أوكذا .
حكي أن بعض اللصوص قرب إبلا كان قد أغار عليها وسلبها من قبائل شتى إلى بعض الأسواق ، فقال له بعض : ما نراك ؟ وإنما سأله عن ذلك ، لأنهم

الصفحة 104