كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 107 """"""
7 - ذكر النيران التي يضرب المثل بها
يضرب المثل : بنار الحباحب . وهي نار لبخيل كان يوقدها . فإذا استضاء بها إنسان ، أطفأها . وقيل : إنها النار التي توريها الخيل بسنابكها من الحجارة . قال الله تعالى : " فالموريات قدحا " . وقال النابغة : ويوقدن بالصفاح نار الحباحب .
وهذا المثل يضرب لما لا منفعة فيه ولا حاصل له .
نار الغضى ، يضرب بها المثل في الحرارة . وهي جمر أبيض لا يصلح إلا للوقود .
نار العرفج . وهي نار تتقد سريعاً . قال قتيبة بن مسلم لعمرو بن عباد بن الحصين : للسؤدد أسرع إليك من النار في يبس العرفج . إذا التهبت فيه النار انتشرت وتسمى نار الزحفتين ، لأن العرفج إذا انتشرت فيه النار عظمت واستفاضت . فمن كان بالقرب منها زحف عنها ، ثم لا تلبث أن تنطفئ من ساعتها . فيحتاج الذي زحف عنها أن يزحف إليها . فلا يزال المصطلى بها كذلك ، فلذلك سميت نار الزحفتين .
نار الحلفاء . يضرب بها المثل في سرعة الاتقاد ، كما قيل :
فما ظنك بالحلفا . . . ء أدنيت له نارا .
وفي سرعة الانطفاء ، كما قيل : نار الحلفاء ، سريعة الانطفاء .
8 - ذكر ما جاء منها على لفظ أفعل
يقال : آكل من النار ؛ أحر من الجمرة ؛ أحسن من النار ؛ أسرع من شرارة في قصباء .