كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 22 """"""
ومنها : الطرائق . قال الله تعالى : " ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق " . والسماء مخلوقة من دخان .
حكى في سبب حدوثه
أن الله تعالى خلق جوهرة ، وصف من طولها وعرضها عظما . ثم نظر إليها نظر هيبة ، فانماعت ، وعلاها من شدة الخوف زبد ودخان . فخلق الله من الزبد الأرض ، وفتقها سبعا ؛ ومن الدخان السماء ، وفتقها سبعا . ودليله قوله تعالى : " ثم استوى إلى السماء وهي دخان " . قال : ولما فتق الله تعالى السماوات أوحى في كل سماء أمرها . واختلف المفسرون في الأمر ، ما هو ؟ فقال قوم : خلق فيها جبالا من برد وبحارا ؛ وقال قوم : جعل في كل سماء كوكباً ، قدر عليه الطلوع والأفول ، والسير والرجوع . وقال قوم : أسكنها ملائكة سخرهم للعالم السفلى ، فوكل طائفة بالسحاب وطائفة بالريح ، وجعل منهم حفظه لبنى آدم وكاتبين لأعمالهم ومستغفرين لذنوبهم .
الباب الثاني
في هيئتها
ذهب المفسرون لكتاب الله عز وجل أن السماء مسطوحة ، بدليل قوله تعالى : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت " .
وقال تعالى : " الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " .
ويطلق على مجموعها فلك ، لقوله تعالى : " وكل في فلك يسبحون " .
وذهب الحسن إلى أن الفلك غير السماوات ، وأنه الحامل بأمر الله تعالى للشمس والقمر والنجوم .
الصفحة 22
400