كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 224 """"""
وهذا البحر - أعني الهندي - بجملته قسمه السالكون له ست قطع ، وضعوا لها أسماء مختلفة .
فالذي يمر بأرض الصين يسمى بحر صنجي ، ينسب لمدينة في جزيرة من جزائره . وهو بحر كثير الأمواج مهول . فإذا كان في أول هياجه ظهر فيه بالليل أشخاص سود ، طول الواحد منهم خمسة أشبار وأقل من ذلك . يصعدون إلى المراكب ولا يضرون أحدا . فإذا عاينهم السفار ، أيقنوا بالدمار . وإذا قدر الله تعالى نجاتهم من هذه الشدة . أراهم على رأس الدقل طائرا أبيض كأنما خلق من النور ، فيتباشرون به . فإذا ذهب عنهم الروع ، فقدوه .
وفيه من الجزائر المعمورة : جزيرة شريرة . يحيط بها ألف ميل ومائتا ميل . فيها مدائن كثيرة ، أجلها المدينة التي تنسب إليها ، ومنها يجلب الكافور .
وجزيرة صنجي . وإليها تنسب هذه القطعة . وطولها مائتا ميل ؛ وعرضها أقل من ذلك . وفيها جواميس وبقر بغير أذناب .
وجزيرة أنفوجة . يحيط بها أربعمائة ميل . عمارتها متصلة . ويلي هذه القطعة قطعة تسمى بحر الصنف . وفي جزيرة من جزائره مدينة . وهو بحر خبيث كثير الأمطار والرياح الشديدة . وفي جباله معادن الذهب والرصاص ، وفيه مغاص اللؤلؤ ، وفي غياضه الخيزران . وفيه مملكة المهراج . ويشتمل على جزائر لا تحصى ، ولا يمكن المراكب أن تطوف بها في سنة . وفيها أنواع الطيب من الكافور ، والقرنفل ، والعود ، والصندل ، والجوزبوي ، والبسباسة ، والكبابة .

الصفحة 224