كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 228 """"""
وجزيرة القمر . وتسمى جزيرة ملاي . وطولها أربعة أشهر ، وعرض الواسع منها ما يريد على عشرين يوما . وهي تحاذي جزيرة سرنديب . وفيها بلاد كثيرة أحلها كيدانة ، وملاي " وإليها تنسب الجزيرة " ودهمي ، وبليق ، وخافورا ، ودعلي ، وقمرية " وإليها ينسب القمر " . ويقال : إن بهذه الجزيرة خشبا ، ينحت من الخشبة منه شان يكون طوله ستين ذراعا ، يجذف على ظهره مائة وستون رجلا . ولما ضاقت هذه الجزيرة بأهلها بنوا على الساحل محلات يسكنونها في سفح جبل يعرف بهم . ومنها خرج نهر النيل .
6 - ويخرج من هذا البحر الذي يجمع هذه القطع خليجان
أحدهما بحر القلزم ، والآخر بحر فارس .
فأما خليج القلزم . فخروجه من باب المندب . وهو جبل طوله اثنا عشر ميلا . وسعة فوهته بمقدار أن الرجل يرى صاحبه من البر الآخر . فإذا قارب المندب يمر في جهة الشمال ، بغلافقة ، والأهواب " وهما ساحلا زبيد " ثم الجردة ، ثم الشرجة ، ثم عثر " وكانت مقر ملك قديم " ثم بالسرين ، وحلي ، وعسفان ، والجار " وهي فرضة المدينة " والجحفة ، والصفراء ، والحوراء ، ومدين ، وأيلة ، والطور ، وفاران ، ثم القلزم " وكانت مدينة مسكونة ، وكذلك أيلة " . ومن القلزم ينعطف من جهة الجنوب فيمر بالقيصر " وهي فرضة لقوص " ثم إلى عيذاب " وهي فرضة لبلاد البجة " ، ثم يمتد إلى زيلع " وهي ساحل بلاد الحبشة " ويتصل ببربرا .
وطوله ألف ميل وخمسمائة ميل . وعرضه في مواضع أربعمائة ميل ، ودون ذلك إلى مائتي ميل إلى ما دون ذلك .
وهو بحر كريه المنظر والرائحة .
وفيه فيما بين القلزم وأيلة المكان المعروف بتاران ، وهو مكان يشبه دردور عمان . لأنه في سفح جبل إذا وقفت الريح على دردورته انقطعت بنصفين على شعبتين متقابلتين ؛ ثم يخرج من كمي هاتين الشعبتين ، فيثير البحر فتتلبد السفن باختلاف الريح

الصفحة 228