كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
فلا تكاد تسلم . وهاتان الشعبتان تسميان الجبلين ، ومقدار هذا الموضع ستة أميال ، ويسمى بركة الغرندان . ويقال : إنها التي أغرق الله فرعون وقومه فيها . فإذا كان للجنوب أدنى مهب ، فلا يمكن سلوكه .
وفيه من الجزائر خمس عشرة جزيرة ، العامر منها أربعة ، وهي : جزيرة دهلك . يحيط بها نحو مائتي ميل ؛ ويسكنها قوم من الحبوش ، مسلمون .
وجزيرة سواكن . وهي أقل من ميل في ميل . وبينها وبين البحر الحبشي بحر قصير يخاض . وأهلها طائفة من البجة تسمى الخاسد وهم مسلمون ، ولهم بها ملك .
وجزيرة النعمان . وبها نويس تعيش من لحوم السلاحف .
وجزيرة السامري . يسكنها قوم من اليهود ، سامرة ، في عيش قشيف .
وأما خليج فارس . فإنه مثلث الشكل على هيئة القلع .
أحد أضلاعه من تيز مكران . فيمر في بلاد كرمان على هرمز ، ومن بلاد فارس على سيراف ، ونوح ، ونجيرم ، وجنابة ، ودارين ، وسينيز ، ومهروبان ؛ ومنها يفضي البحر إلى عبادان ، ومن عبادان ينعطف الضلع الآخر فيمر بالخط ، وهو ساحل بلاد عمان إلى صور ، وهي ساحل بلاد عمان مما يلي بلاد اليمن ؛ ثم يمتد إلى رأس الجمحة منبلاد مهرة .
والضلع الآخر يمتد على سطح البحر من تيز مكران إلى رأس الجمحة .
وهذه الأضلاع غير متفاوتة في الطول ؛ فإن الضلع الذي يمتد على سطح البحر طوله خمسمائة ميل ، وطول الضلع الآخر من حيث يبتدئ من تيز مكران إلى أن ينتهي إلى عبادان ثم ينعطف إلى أن يصل إلى رأس الجمحة ، تسعمائة ميل .
وفيه مما يلي عبادان مكان يعرف بالدردور . وهو بين جبلين ، أحدهما يسمى كسير ، والآخر عوير ، ويضاف إليهما جبل آخر بالقرب منهما يقال فيه وأخر ما فيه خير لشدة ما يرى بها من الأهوال . وهي جبال سود ذاهبة في الهواء يتكسر الماء على شعبها . ولا بد للمراكب أن تمر بينها ، وقلما تسلم .