كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
قالوا : ولما فتق الله تعالى رتق السماوات ، جعل بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام .
وروى عن أبي هريرة " رضي الله عنه " ، قال : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالس هو وأصحابه ، إذ أتى عليهم سحاب . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هل تدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا العنان ، هذه روايا الأرض ، يسوقها الله تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه . ثم قال : أتدرون ما فوقكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا الرقيع : سقف محفوظ ، وموج مكفوف . ثم قال : هل تدرون ما بينكم وبينها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : بينكم وبينها خمسمائة سنة . ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : سماء في بعد ما بينها خمسمائة سنة . قال ذلك حتى بلغ سبع سماوات ، ما بين كل سماءين ، وما بين السماء والأرض . ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إن فوق ذلك العرش . وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين . ثم قال : هل تدرون ما تحتكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال إنها الأرض . ثم قال : أتدرون ما تحت ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إن تحتها أرضاً أخرى ، بينهما مسيرة خمسمائة سنة . حتى عد سبع أرضين ، بين كل أرض وأرض خمسمائة سنة . أخرجه أبو عيسى الترمذي ، في جامعة . ويروى عن ابن عباس " رضي الله عنهما " أن رسول الله " ( صلى الله عليه وسلم ) " كان جالساً بالبطحاء ، بين أصحابه ، إذ مرت عليهم سحابة . فنظروا إليها . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هل تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا : نعم . هذا السحاب . فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : والمزن . قالوا : والمزن . قال : والعنان . قالوا : والعنان . فقال : هل تدرون ما بين السماء

الصفحة 23