كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 230 """"""
وفي هذا البحر من الجزائر المشهورة على ألسنة التجار تسع ، منها أربعة عامرة ، وهي : جزيرة خارك . يحيط بها اثنا عشر ميلا . وهي عامرة آهلة كثيرة البساتين . وبها مغاص اللؤلؤ .
وجزيرة كيش . وبها مغاص اللؤلؤ أيضاً ، وهي آهلة ، وتسمى هذه الجزيرة في عصرنا هذا قيس .
وجزيرة أوال . وهي تجاه ساحل البحرين ، وبينهما يوم . وبها مدينة . وأوال مدينة من مدائن البحرين . وجزيرة لافت . وتعرف بجزيرة بني كاوان . وطولها اثنان وخمسون ميلا ، وعرضها تسعة أميال . وهي آهلة .
وهاتان الجزيرتان معدودتان في بلاد جور من أعمال فارس .
ويقال أيضاً إنه يخرج من البحر المحيط خليج ثالث في شمال الصقالبة ، ويمتد قرب بلد بلغار المسلمين ، ويسمى بحر أدريك ، منسوب إلى أمة على ساحله في جهة الشمال ، ثم ينحرف نحو المشرق ؛ وبين ساحله وبين أقصى بلاد الترك أرضون وجبال مجهولة خربة .
فهذا البحر المحيط وما يتفرح عنه .
7 - وأما بحر مانيطش
ويسمى البحر الأسود . وهي مدينة على ساحله . هي فرضة لبلاد القفجاق مما يلي القسطنطينية . وعليه أيضا للقفجاق مدينة عظيمة قرم ، مقصودة من كل الجهات . وبها علماء ، وفقهاء ، ورؤساء ، وهي محدثة . مصرت فيما بين الثلاثين والأربعين وستمائة للهجرة النبوية . ويسمى هذا البحر أيضا بحر الروس ، لجزائر فيه يسكنها أمة تسمى الروس ، نصارى ، وهو بحر ضخم كثير الأخوار