كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 231 """"""
والتروش والجبال الجرش . وطوله من الشمال إلى الحنوب ألف ميل وثلثمائة ، وعرضه مختلف . ففي موضع ستمائة ميل ، وفي موضع ثلثمائة ميل . والناس مختلفون فيه ، فمنهم من يقول إنه بحر مستقل بنفسه ، يخرج منه خليج القسطنطينية ويصب في بحر الروم أو هو مغيض لخليج القسطنطينية . وأكثرهم على أنه بحر مستقل بنفسه لطوله وعرضه وكثرة جزائره . وبعضهم يقول أنه خليج يخرج من البحر المحيط على ظهر بلاد الصقالبة ، ويحيط به بلد البطلمية ، وبلاد الغامانية ، وبلاد الأزكشية ، وبلاد الشركسية ، وبلاد العلان والعنكر والناشقرد .
وفيه ست جزائر عامرة ، وهي كثيرة المدن والقرى ، يسكنها الروس .
8 - وأما بحر الخزر
وهو بحر جرجان وطبرستان والديلم . وذلك بحسب ما يمر عليه من البلاد وهو - على ما حكاه ابن حوقل - مدور الشكل ، ليس له اتصال ببحر آخر .
قال : ولو أن إنساناً طاف به ، لانتهى إلى الموضع الذي ابتدأ منه ، لا يقطعه عن ذلك إلا نهر يصب فيه .
وفي شرقي هذا البحر بعض بلاد الديلم ، وبلاد طبرستان ، وجرجان ، وبعض المسافة التي بين جرجان وحوارزم ؛ وغربيه بلاد أران ، وبلاد الخزر ، وبعض مفازة الغرية ؛ وشماليه مفازة الطغزغزية ؛ وجنوبيه الجيل ، والديلم ، وطوله ثمانمائة ميل ، وعرضه ستمائة ميل .
وقال صاحب كتاب نزهة المشتاق إلى اختراق الآفاق : طوله من جهة الخزر إلى عين الهم ألف ميل ، وعرضه من ناحية جرجان إلى مصب نهر إتل ستمائة ميل ، وخمسون ميلا وهو يقطع عرضا من طبرستان إلى مدينة باب الأبواب في أسبوع بالريح