كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 232 """"""
الطيبة ، وفيه أربع جزائر ، وهي : جزيرة سياكوه . وهي تجاه آبسكون ، فرضة جرجان . يسكنها طائفة من الترك . يصاد بها البزاة البيض .
وجزيرة سهلان . وطولها نحو مائة ميل ، وعرضها نحو خمسين ميلا .
وجزيرة البركان . وهي أطمة عظيمة تظهر منها نار في الهواء ، كأشمخ ما يكون من الجبال . ترى من نحو مائة فرسخ من البر .
وجزيرة تجاه باب الأبواب . كثيرة المروج والأنهار . وهذا البحر يقال إنه كثير التنانين .
وقد اختلف فيها . فمن الناس من يقول إنها دواب تعظم في قعر البحر فتؤذي ما به من دواب ، فيبعث الله عز وجل عليها السحاب والملائكة فتخرجها من البحر وتقلبها في أرض يأجوج ومأجوج ، فتكون طعاما لهم . هذا مما يحكى عن ابن عباس رضي الله عنهما . ومنهم من رأى أنها ريح سوداء تكون في قعر البحر فتظهر إلى النسيم وتلحق بالسحاب ، كالزوبعة التي تثور في الأرض وتسدير ثم تطول في الهواء . فيتوهم الناس أنها حيات سود .
وسائر البحار تمد وتجزر ، خلا هذا البحر .
ويقال أن علة المد والجزر تكون عن وضع الملك الموكل بقاموس البحر عقبه في أقصى بحر الصين ، فيفور فيكون منه المد ؛ ثم يرفعه فيكون من رفعه الجزر .
" ومنهم من روى مكان العقب الإبهام " ومنهم من قال أن العلة فيه غير هذا كله .
والله أعلم