كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 233 """"""
ذكر ما في المعمور من البحيرات المالحة المشهورة وما بها من العجائب
وفي المعمور بحيرات مالحة : فالذي اشتهر منها : بحيرة خوارزم . وشكلها مثلث كالقلع ، وليس في المعمور بحيرة أعظم منها . يحيط بها أربعمائة فرسخ . يصب فيها نهرا سيحون وجيحون ، الذان في أرض الهياطلة ، وغيرهما من الأنهار العظيمة الجارية في بلاد الترك . وهي مع ذلك لا تزيد ولا تعذب . وزعم صاحب كتاب نزهة المشتاق إلى اختراق الآفاق إن في هذه البحيرة حيواناً يظهر على سطحها في صورة الإنسان يتكلم ثلاث كلمات أو أربعا ، بلغة لا تفهم ثم يغوص . وظهوره عندهم يدل على موت ملك من ملوك ذلك الحين .
ومنها بحيرة الطريخ : لسمك صغير يصاد منها ويحمل إلى سائر بلاد أرمينية وأذربيجان . وطولها أربع مراحل ، وعرضها مرحلة . يجمع من أطرافها البوق . والسمك يوجد بها في زمان مخصوص يأتيها في نهر يصب إليها ، ويكثر حتى يصاد بالأيدي . فإذا انقضى ذلك الزمان ، لا يوجد منه شيء البتة .
وفي بلاد أذربيجان بحيرة كوبوذان . وكبوذان قرية في جزيرة ، يسكنها ملاحو المراكب التي يركب فيها من هذه البحيرة . وطول هذه البحيرة نحو ثلاثة أيام ، وعرضها كذلك . وفيها جزائر : منها جزيرة فيها قلعة حصينة تسمى تلا . ولا يكون بهذه البحيرة حيوان البتة ، لأن ماءها منتن رديء .