كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 234 """"""
وفي بلاد البحرين بحيرة . وبها بالبحر الكبير سميت أرض هجر : البحرين .
وفي الشام بأرض الغور بحيرة زغر ، وتسمى المتنة والميتة . لأنها لا يعيش بها حيوان ولا يتكون فيها شيء مما يتكون في المياه الجارية والراكدة من الحيوانات وطولها ستون ميلا ، وعرضها اثنا عشر ميلا .
ويقال إنها ديار قوم لوط التي خسفهم الله بها . ويقال إنها كانت خمسة مدن ، أسماؤها : ضيعة ، و ضوعة ، و عمرة ، و دوما ، و سدوم ، وكانت سدوم أكبرها وأعظمها .
ويصب في هذه البحيرة نهر الأردن وغيره من الأنهار الصغار والسيول من بلاد الكرك وغيرها ، فلا تزيد . ويقال أن لها منفذ إلى بحر القلزم . وبساحلها الشرقي إلى حد أريحا معدن الكبريت الأبيض ، يحفر عليه ويخرج . ويتكون في هذه البحيرة على شكل ممر ، ويطفو على وجهها ويتفق ، فيجمع منه شيء أسود يسمونه الحمر وينقل إلى قلعة الكرك يدخربها ، يدخل في النفط .
وفي أعمال مصر بحيرة تنيس ، مقدارها إقلاع يوم في " عرض " نصف يوم . يكون ماؤها فيأكثر السنة ملحاً من دخول ماء البحر الرومي إليها ، فإذا مد النيل صب فيها فتحلو فإذا جزر ملحت .
ويقال : إنه كان في مكانها برمسلوك تغلب عليه البحر في ليلة واحدة ، فما كانت أرضه مستفلة غرق وما كانت أرضه عالية مثل تنيس وتونة بقي .
وفي وسط هذه البحيرة جزيرة صغيرة تسمى سنجار ، يسكنها قوم صيادون .
وقال إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب الكبير : إن بحيرة تنيس كانت أجنة وكروما ومنازل ومنتزهات ، وكانت مقسومة بين ملكين من ولد أتريب بن مصر ، وكان أحدهما مؤمناً والآخر كافراً ، فأنفق المؤمن ماله في وجوه البر حتى باع حصته من أخيه ويفرق مالها أيضاً ، فأصلحها أخوه وزاد فيها غروساً وفجر فيها أنهارا وبنى فيها بنياناً ، واحتاج أخوه إلى ما في يده فكان يمنعه ويفتخر عليه بما في يده