كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 238 """"""
ومما وصف به البحر والسفن
قال بشر بن أبي خازم :
أطاعن صفهم ولقد أراني . . . على زوراء تسجد للرياح
إذا اعترضت براكبها خليجا ، . . . تذكر ما عليه من جناح .
ونحن على جوانبها قعود ، . . . نغض الطرف كالإبل القماح .
وقال ابن تولو من أبيات :
تحث بنا فيه قلاص كأنها . . . وعال ، تبدت من جبال شواهق .
لها كافلا ماء وريح كلاهما . . . يعلمها في الجري سبق السوابق .
إذا انحدرت ؛ فالماء ألطف قائد . . . وإن صعدت ، فالريح أعسف سائق .
وقال السلامي :
وميدان تجول به خيول . . . تقود الدارعين ولا تقاد .
ركبت به إلى اللذات طرفا . . . له جسم وليس له فؤاد
جرى فظننت أن الأرض وجهه . . . ودجلة ناظر ، وهو السواد .
وقال محمد بن هانئ :
معطفة الأعناق نحو متونها . . . كما نبهت أيدي الحواة الأفاعي
إذا أعملوا فيها المجاذيف سرعة ، . . . ترى عقربا منها على الماء ماشيا .
إذا ما ورزن الماء شوقاً لبرده ، صدرن ولم يشربن غرثى صواديا .

الصفحة 238