كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
والأرض ؟ قالوا : لا ندري . قال : خمسمائة عام . وبينها وبين السماء التي فوقها كذلك . " حتى عدّ سبع سماوات " . ثم قال : وفوق السماء السابعة بحرٌ ، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء " وفي لفظ : كما بين السماء والأرض " . وفوق ذلك ثمانية أوعال ، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ظهورهم العرش ، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض .
وجاء في رواية أخرى ذكر الكرسي ، قال : " ثم ما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام . ثم ما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش فوق الماء . " ولم يذكر الأوعال .
وجاء في رواية أخرى ذكر الكرسي ، وأن السماوات في ضمنه . وهي بالنسبة إليه كحلقه ملقاة في أرض فلاة ، والكرسي بالنسبة إلى العرش كذرة ملقاة في أرض فلاة فيحاء . " وفي رواية كحلقه " .
وروي أن أبا ذرّ رضي الله عنه قال : يا رسول الله : أي أية أنزلت عليك أعظم ؟ قال : أية الكرسيّ . ثم قال : يا أبا ذرّ أتدري ما الكرسيّ ؟ قلت : لا ؛ فعلمني يا رسول الله ، مما علمك الله . فقال : ما السماوات والأرض فيهن في الكرسي ، إلا كحلقة ألقاها ملق في فلاة . وما الكرسي في العرش ، إلا كحلقة ألقاها ملق في فلاة . وما العرش في الماء ، إلا كحلقة ألقاها ملق في فلاة . وما الماء في الريح ، إلا كحلقة ملق في فلاة . وجميع ذلك في قبضة الله كالحبة ، وأصغر من الحبة ، في كف أحدكم . تعالى الله سبحانه . رواه أبو حاتم في كتاب العظمة .
والقول في هيئة السماء ، على مذاهب أصحاب علم الهيئة ، كثبر . أغضينا عنه ، لآنه لا يقوم عليه دليل واضح . فلذلك اقتصرنا على ذكر المنقول دون المعقول .

الصفحة 24