كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 242 """"""
في هم ناصب ، وعذاب واصب ؛ حتى انتهينا إلى كنف الجون ، وصرنا منه فيكن وصون ؛ وهدأ من البحر ما استشرى ، وتنادينا بالبشرى ؛ ووطئنا من الأرض جددا ، ولبسنا أثواب الحياة جددا
ومن رسالة لأبي عامر بن عقال الأندلسي عفا الله عنه
جاء منها : وكان جوازه ، أيده الله على بحر ساكن ، قد ذل بعد استصعابه ، وسهل بعد أن رأى الشامخ من هضابه ؛ وصار حيه ميتا ، وهديره صمتا ؛ وجباله لا ترى بها عوجا ولا أمتا ، وضعف بعد تعاطيه ، وعقد السلم بين موجه وشاطيه . فعبر آمناً من لهواته ، ممتلكاً لصهواته ؛ على جواد يقطع البحر سبحا ، ويكاد يسبق الريح لمحا ؛ لا يحمل لجاماً ولا سراجا ، ولا يعرف غير اللجة سرجا ؛ فلله هو من جواد ، له جسم وليس له فؤداً ؛ يخترق الهواء ولا يرهبه ، ويركض في الماء ولا يشربه
ومن رسالة للأستاذ ابن العميد في مثل ذلك
جاء منها : وكأن العشاريات وقد رديت بالقار ، وحليت باللجين والنضار ؛ عرائس منشورة الذوائب ، مخضوبة الحواجب ؛ موشحة المناكب ، مقلدة الترائب ؛ متوجة المفارق ، مكللة العواتق ، فضية الحلل والقراطق ؛ أو طواويس أبرزت رقابها ، ونشرت أجنحتها وأذنابها ؛ وكأنها إذا حدت في اللحاق ، وتنافست في السباق ؛ نوافر نعام ، أو حوافل أنعام ، أو عقارب شالت بالإبر ، أو دهم الخيل