كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 245 """"""
سدرة المنتهى ، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آان الفيلة . " قال : هذه سدرة المنتهى " وإذا أربعة أنهارنهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان ، فنهران في الجنة ؛ وأما الظاهران ، فالنيل والفرات . وليس في الأرض نهر يزيد حين تنقص الأنهار وتغيض ، غيره . وذلك أن زيادته تكون في الفيظ الشديد فيشمس السرطان والأسد والسنبله .
وقد حكي في فضائل مصر أن الأنهار تمده بمائها ، وذلك عن أمر الله تعالى .
وقال قوم : إن زيادته من ثلوج يذيبها الصيف على حسب مددها ، كثيرة كانت أو قليلة ، وفي مدده اختلاف كثير .
وكان منتهى زيادته قديما ستة عشر ذراعا ، والذراع أربعة وعشرون إصبعا ، بمقياس مصر . فإن زاد عن ذلك ذراعا واحدا ، زاد في الخراج مائة ألف دينار : لما يروي من الأراضي العالية .
والغاية القصوى في الزيادة ثمانية عشر ذراعا في مقياس مصر . فإذا انتهى إلى هذا الحد ، وكان في الصعيد الأعلى اثنتين وعشرين ذراعا : لارتفاع البقاع التي يمر عليها .
فإذا انتهت زيادته ، فتحت خلجانات وترع تتخرق المياه فيها يميناً وشمالاً إلى البلاد البعيدة عن مجرى النيل .
وللنيل ثمان خلجانات ، وهي : خليج الإسكندرية ؛ وخليج دمياط ؛ وخليج منف ؛ وخليج المنهى " حفره يوسف الصديق عليه السلام " ؛ وخليج أشموم طناح ؛ وخليج سردوس " حفره هامان لفرعون " ؛ وخليج سخا ؛ وخليج حفره عمرو بن عاص ، يجري إلىأن يصب فيه السباخ .

الصفحة 245