كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 248 """"""
واعتبر أحمد بن المدبر ما يصلح للزراعة بمصر في وقت ولايته ، فوجده أربعة وعشرين ألف ألف فدان . والباقي استبحر وتلف .
واعتبر مدة الحرث فوجدها ستين يوما . والحراث يحرث خمسين فدانا ، فكانت محتاجة إلى أربعمائة ألف وثمانين ألف حراث
وأما الفرات
فهو أحد الرافدين ، ويقال الوافدين ، والآخر دجلة ، سميا بذلك لأنهما يجريان في جانبي بغداد : دجلة من شرقيها ، والفرات من غربيها : يأتي إليها من دجلو من واسط ، والبصرة ، والإبلة ، والأهواز ، وفارس ، وعمان ، واليمامة ، والبحرين ، وسائر بلاد الهند ، والسند ، والصين ؛ ويأتي إليها من الفرات من الموصل ، وأذربيجان ، وأرمينية ، الجزيرة ، والثغور ، والشام ، ومصر ، والمغرب ؛ وقد تقدم ذكرنا لحديث البخاري أنه يجري من تحت سدرة المنهى . وأما مبتدأ جريه الذي يعرفه الناس فمن مدينة قاليقيلا من نهر يسمى أودخش ، ويجري مقدار أربعمائة وخمسين ميلا مغربا ، ثم يخرج من جهة الجنوب حتى يمر بين ثغرة مليطة وسميساط ؛ ثم إلى جسر منبج ؛ ثم يعطف ويأخذ جهة الجنوب حتى يصل إلى بالس ويمر بنصيبين ، والرقة ، وقرقيسيا ، والرحبة ؛ فليتحف على عانات ؛ ثم يمتد حتى يمر بهيب والأنبار . فإذا جاوزها انقسم قسمين : قسم يأخذ نحو الجنوب قليلا وهو المسمى بالعلقم ، ينتهي إلى بلاد سورا وقصر ابن هبيرة والكوفة والحلة ، إلى البطيحة التي بين البصرة وواسط ؛ والقسم الآخر يسمى نهر عيسى ، منسوب لعيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو ينتهي إلى بغداد ، ويمر حتى يصب في دجلة ، قال المسعودي : وقد كان الأكثر من ماء الفرات ينتهي إلى بلاد الحيرة ؛ ثم يتجاوزها ويصب في البحر الفارسي ، وكان البحر يوم ذاك في الموضع المعروف بالنجف في هذا الوقت ، وكانت مراكب الهند والصين ترد على ملوك الحيرة فيه .