كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 249 """"""
قال : والموضع الذي كان يجري فيه بين إلى زمن وضعي هذا الكتاب ، يعني كتاب مروج الذهب وهو في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة ، ويعرف بالعتيق ، وعليه كانت وقعة القادسية .
وطول الفرات من حيث يخرج عند ملطية إلى أن يأتي منه إلى بغداد ستمائة فرسخ وثلاثة وعشرون فرسخا وفي شطة مدن من جزائر تعد من أعمال الفرات ، وهي الريسة ، والناووسة ، والقصر ، والحديثة ، وعانات ، والدالية .
وأما نهر دجلة
ويسمى السلامة ، وبه سميت بغداد دار السلام على أحد القولين ، والثاني السلام على الخلفاء فيها .
وهذا للنهر فارز بين العراق والجزيرة ، وانبعاثه من أعين بجبال آمد ، ويصب إليه نهران يخرجان من أرزن الروم وميافارقين وعيون أخرى من جبال السلسة ، فيمر ببلد ، ثم بالموصل فيصب فيه نهر الخابور الخارج من بلاد أذربيجان على فرسخ من الحديثة . ويسمى المجنون لحدته وشدة جريه ، ثم تمر دجلة فيصب فيها الزاب الأوسط ، ومخرجه من الفرات ويجري بين إربل ودقوقاء ، ويصب فيدجلة أيضا الزاب الأصغر من الفرات .
وهذه الزوابي الثلاثة أنبطها زاب بن طهماسب : أحد ملوك الفرس الأول ، ثم تمر دجلة بتكريت إلى أن تتجاوز سامرا قليلا فيقع فيها نهر عيسى ويمر حتى يشق بغداد . فإذا تجاوزها صب فيه نهر يخرج من بلاد أرمينية يسمى تامرا بعد أن يمر بناصلو ثم بباجسرا فيسمى النهروان ، ويشق مدينة تعرف به ، ثم تمر دجلة بجرجرايا والنعمانية ثم بواسط ، ثم إلى البطائح ، ثم تخرج منها فتمر بالبصرة وتجري حتى تنتهي إلى عبادان ، وعندها تصب في البحر الفارسي .