كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 250 """"""
وما يمر من دجلة بالبصرة يملح إذا مد البحر فلا يشرب منه البتة ؛ ويحلو إذا جزر . فأهل البصرة ينتظرون بالاستقاء منه الجزر ، وهو يمد بكرة ويجزر عشاء .
وكانت المراكب التي ترد من الهند والصين تدخل في دجلة من بحر فارس إلى مدينة المداين ، فاتفق أن انبثق في أسافل كسكربثق عظيم على عهد قباذ بن قيروز فأهمل حتى طغى ماؤه وغرق غمارات وضياعا فصارت بطائح .
ويسمى هذا البثق دجلة العوراء لتحول الماء عنه . وصار بين دجلة الآن ودجلة العوراء مسافة بعيدة تسمى بطن جوخى ، وهو من حد فارس من أعمال واسط إلى نحو السوس من أعمال خوزستان .
ويقال إن كسرى أنفق أموالا عظيمة على أن يحول الماء إليها فأعياه ذلك . ورامه خالد بن عبد الله القسري فعجز عنه .
ومقدار مسافة جري نهر دجلة إلى أن يصب في البحر الفارسي ثلثمائة فرسخ ؛ ومقدار البطائح ثلاثون فرسخا طولا وعرضا . وهي تفيض في كثير من الأوقات حتى يخشى على بغداد الغرق .
وأما نهر سجستان
ويسمى الهند مند ، فيقال إن منوجهر بن أيراج بن أفريدون أنبطة .
وهو يجري من عيون في بلاد الهند ويمر ببلد الغور ؛ فإذا تجاوزها ، مر من أعالي سجستان على بررخج ، ثم على بسط ، ثم على

الصفحة 250