كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 253 """"""
وأما نهر الكنك
وهو نهر تعظمه الهند ، فينبعث من بلاد قشمير ويجري في أعالي بلاد الهند .
وهم يزعمون أنه من الجنة فيعظمونه غاية التعظيم .
ومن عجائبه أنه إذا ألقى فيه شيء من القاذورات ، أظلم جوه ورجفت أرجاؤه وكثرت الأمطار والرياح والصواعق .
وقد وصفه العتبي في التاريخ اليميني فقال : وهذا النهر الذي يتواصف الهنود قدره وشرفه ، فيرون من عين الخلد التي في السماء مغترفه ؛ إذا أحرق منهم ميت ذروه فيه بعظامه ، فيظنون أن ذلك طهر لآثامه ؛ وربما أتاه الناسك من المكان البعيد فيغرق نفسه فيه ، يرى أن هذا الفعل ينجيه . والهنود يفرطون في تعظيمه حتى إن الرجل منهم إذا أراد الفوز ، أحرق نفسه وألقى رماده فيه ، أو يأتي إلى النهر " وهناك شجر القنا في غاية الارتفاع ، وقوم هناك بأيديهم سيوف مسلولة وخناجر " فيربط نفسه في طرف قناة ، ثم يخر رأسه بيده فيبقى الرأس معلقا في طرف القناة وتسقط الجثة ، أو يلقي نفسه من شاهق على تلك السيوف والخناجر فيتقطع ، ومنهم من يلقي نفسه في النهر فيغرق .
وأما نهر الكر
فهو نهر بأرض أرمينية .
وانبعاثه من بلاد اللان ، فيمر ببلاد الأنجاز حتى يأتي تغر تفليس فيشقه ويجري في بلاد الساوردية . ثم يخرج بأرض برذعة ، ويجري إلى برزنج فيصيب فيه نهر الرس .

الصفحة 253