كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 254 """"""
وهذا النهر هو المذكور في القرآن العزيز في قوله تعالى " وأصحاب الرس " على ما ذهب إليه بعض المفسرين . فإذا صب فيه هذا النهر ، صارا نهرا واحدا يصب في بحر الخزر .
ونهر الرس يخرج من أقاصي بلاد الروم ، على ما زعم المسعودي .
وأما نهر إتل
وهو نهر عظيم ، فهو نهر الخزر .
ويمر جانبه الشرقي على ناحية خزخيز ، ويجري ما بين الكيماكية والغزية . ثم يمتد غرباً على ظهر بلغار وبرطاس والخزر . ثم ينقسم قسمين : أحدهما إلى مدينة إتل يشقها بنصفين ويجري إلى يصب في بحر الخزر ، ويجري الآخر فيمر ببلد الروس حتى يصب في بحرهم وهو بحر سوداق .
ويقال إنه يتشعب منه نيف وتسعون نهرا ، وإذا وقع في البحر ، يجري فيه مسيرة يومين ثم يغلب عليه .
وقيل إنه يجمد في الشتاء ، وتبين لونه في لون البحر .
والله سبحانه وتعالى أعلم .
ذكر ما في المعمور من الأنهار والعيون التي يتعجب منها
قال صاحب مباهج الفكر ومناهج العبر في كتابه : " وذكر المعتنون بتدوين العجائب في كتبهم التي وضعوها لذلك أن في المعمور أنهارا وعيونا يتعجب منها إذا أخبر عنها . فذكروا منها نهر الكنك " وقد تقدم ذكره " وأن بأرض الهند مكانا يعرف بعقبة عورك فيه عين ماء لا تقبل نجسا ولا قذرا ، وإن ألقي فيها شيء من ذلك ، أكفهرت السماء وهبت الريح وكثر الرعد والبرق والمطر . فلا تزال كذلك إلى أن يخرج منها ما طرح فيها .