كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 255 """"""
" وذكروا أن في ناحية الباميان عينا تسمى ديواش تفور من الأرض كغليان القدر ؛ متى بصق فيها إنسان أو رمى فيها شيئاً من القاذورات ، ازداد غليانها وفورانها وفاضت . فربما أدركت من جعل ذلك فيها فغرقته .
" وبناحية الباميان أيضا عين تجري من جبل في بعض الأحيان . فإذا خرج ماؤها ، صار حجر أبيض .
" وبقرية من أعمال فارس كهف بين جبال شاهقة فيه حفرة بقدر الصحفة ، يقطر فيها من أعلى الكهف ماء : إن شرب منه واحد لا يفضل عنه منه شيء ، وإن شرب منه ألف عمهم وأرواهم .
" وبناحية أردشير جرد عين يجري منها ماء حلو يشرب لشفية الجوف . فمن شرب منه قدحا أقامه مرة ، وإن زاد فعلى قدر الزيادة .
" وبدارين من أعمال فارس نهر ماؤه شروب . إذا غطت فيه الثياب خضرها .
" وفي بعض رساتيق همذان عيون متى خرج منها الماء تحجر .
" وبنواحيها أيضا ماء يخرج من تحت قلعة ويجري في جداول إلى بعض الرساتيق . فما تشبث منه في صدع أو شق صار حجرا صلدا ، وإذا صب في خزفة وأقام فيها ثلاثة أيام ثم كسرت ، وجد في جوفها أخرى قد تحجرت من الماء .
" وبناحية تفليس عين تنبع ، فإذا خرج منها الماء صار حيات .
" وبأرض القدموس من حصون الدعوة بربضها حمام يجري إليها الماء من عين هناك . فإذا كان في أول شهر تموز ينبع في الحمام حيات في طول شبرين أولا ، ثم في طول شبر ، وتكثر . ولا توجد في غير الحمام . فإذا انقضى شهر تموز ، عدمت تلك الحيات ، فلا توجد إلى العام القابل .
" وبأرض أرمينية واد لا يقدر أحد ينظر إليه ولا يقف عليه ولا يدري ما هو . إذا وضعت القدر على ضفته غلت ونضج ما فيها . وفيها واد عليه الأرحاء والبساتين . ماؤه حامض ؛ فإذا نزل في الإناء ، عذب وحلا .