كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 261 """"""
فمن ذلك قول ابن النقيب :
كأن النيل ذو فهم ولب . . . لما يبدو لعين الناس منه .
فيأتي حين حاجتهم إليه ، . . . ويمضي حين يستغنون عنه
وقال تميم بن المعز العبيدي :
يوم لنا بالنيل مختصر . . . ولكل يوم مسرة قصر .
والسفن تجري كالخيول بنا . . . صعدا ، وجيش الماء منحدر .
فكأنما أمواجه عكن . . . وكأنما داراته سرر .
ومن رسالة للقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني قال : وأما النيل فقد ملأ البقاع ، وانتقل من الإصبع إلى الذراع . فكأنما غار على الأرض فغطاها ، وعار عليها فاستقعدها وما تخطاها . فما يوجد بمصر قاطع طريق سواه ، ولا مرغوب مرهوب إلا إياه .
وأما ما اختصت به دجلة من الوصف .
قال التنوخي :
وكأن دجلة إذ تغمض موجها . . . ملك يعظم ، خيفة ويبجل .
عذبت ، فما أدري أماء ماؤها . . . عند المذاقة أم رحيق سلسل ؟
وكأنها ياقوتة أو أعين . . . زرق يلاءم بينها ويوصل .
ولها بمد بعد جزر ذاهب . . . جيشان : يدبرذا ، وهذا يقبل .
وقال محمد بن عبد الله السلامي ، شاعر اليتيمة : وميدان تجول به خيول . . . تقود الدارعين ولا تقاد .

الصفحة 261