كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 266 """"""
تنصب فيها وفود الماء معجلة . . . كالخيل خارجة من حبل مجريها .
كأنما الفضة البيضاء سائلة . . . من السبائك تجري في مجاريها .
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكاً . . . مثل الجواشن مصقولاً حواشيها .
إذا النجوم تراءت في جوانبها . . . ليلاً ، حسبت سماء ركبت فيها .
لا يبلغ السمك المحصور غايتها . . . لبعد ما بين قاصيها ودانيها .
يعمن فيها بأوساط مجنحة . . . كالطير تنقض في جو خوافيها .
كأنها حين لجت في تدفقها . . . يد الخليفة لما سال واديها
وقال ابن طباطبا :
كم ليلة ساهرت أنجمها لدى . . . عرصات أرض ماؤها كسمائها .
قد سيرت فيها النجوم كأنما . . . فلك السماء يدور في أرجائها .
أحسن بها بحراً إذا التبس الدجى ، . . . كانت نجوم الليل من حصبائها
ترنو إلى الجوزاء وهي غريقة . . . تبغي النجاء ، ولات حين نجائها
تطفو وترسب في اصطفاق مياهها . . . لا مستعان لها سوى أسمائها .
والبدر يخفق وسطها فكأنه . . . قلب لها قد ريع في أحشائها .
وقال عبد الجبار بن حمديس ، يصف بركة يجري إليها الماء من شاذروان من أفواه طيور وزرافات وأسود ، من أبيات :
والماء منه سبائك من فضة . . . ذابت على دولاب شاذروان
فكأنما سيف هناك مشطب . . . ألقته يوم الروع كف جبان
كم شاخص فيه يطيل تعجبا . . . من دوحة نبتت من العقيان
عجبا لها تسقي هناك ينائعاً . . . ينعت من الثمرات والأغصان