كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 267 """"""
خصت بطائرة على فنن لها . . . حسنت ، فأفرد حسنها من ثاني
قس الطيور الساجعات بلاغة . . . وفصاحة من منطق وبيان .
فإذا أتيح لها الكلام تكلمت . . . بخرير ماء دائم الهملان .
وكأن صانعها استبد بصنعة . . . فجر الجماد بها على الحيوان
أوفت على حوض لها فكأنها . . . منها إلى العجب العجاب روان .
وكأنها ظنت حلاوة مائها . . . شهداً ، فذاقته بكل لسان .
وزرافة في الجو من أنبوبها . . . ماء يريك الجري في الطيران .
مركوزة كالرمح حيث ترى له . . . من طعنه الحلق انعطاف سنان .
وكأنما ترمي السماء ببندق . . . مستنبط من لؤلؤ وجمان
لو عاد ذاك الماء نفطا ، أحرقت . . . في الجو منه قميص كل عنان .
في بركة قامت على حافاتها . . . أسد تذل لعزة السلطان
نزعت إلى ظلم النفوس نفوسها ، . . . فلذلك انتزعت من الأبدان .
وكأنما الحيات من أفواهها . . . يطرحن أنفسهن في غدران .
وكأنما الحيتان إذ لم تخشها . . . أخذت من المنصور عهد أمان
وقال آخر :
ولقد رأيت ، وما رأيت كبركة . . . في الحسن ذات تدفق وخرير
عقدت لها أيدي المياه قناطرا . . . من جوهر فيلجة من نور
وقال علي بن الجهم ، يصف فوارة : وفوارة ثارها في السماء ، . . . فليست تقصر عن ثارها
تراها إذا صعدت في السماء . . . تعود إلينا بأخبارها
ترد على المزن ما أنزلت . . . على الأرض من صوب مدرارها

الصفحة 267