كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 271 """"""
وقال المفجع :
على جدول ريان ينساب متنه . . . صقيلا ، كمتن السيف وافى مجردا .
إذا الريح ناغته ، تحلق وجهه . . . دروعا وضاء ، أو تحزز مبردا .
وقال ابن الرومي :
على خفاقي جدول مسجور . . . أبيض مثل المهرق المنشور .
أو مثل متن المنصل المشهور . . . ينساب مثل الحية المذعور .
وقال ذو الرمة :
فما انشق ضوء الصبح حتى تبينت . . . جداول أمثال السيوف القواطع .
وحيث انتهينا من ذكر المياه إلى هذه الغاية فلنذكر عباد الماء .
ذكر عباد الماء
وعباد الماء طائفة من الهند يسمون الجلهكية ، يزعم أن الماء ملك ، ومعه ملائكة ، وأنه أصل كل شيء ، وبه كل ولادة ونمو ونشوء وبقاء وطهارة وعمارة ، وما من عمل في الدنيا إلا ويحتاج إلى الماء .
فإذا أراد الرجل منهم عبادته ، تجرد وستر عورته . ثم دخل الماء حتى يصل إلى وشطه ، فيقيم ساعتين وأكثر ، ويأخذ ما أمكنه من الرياحين فيقطعها صغارا ويلقي في الماء بعضها بعد بعض ، وهو يسبح ويقرأ ، وإذا أراد الانصراف ، حرك الماء بيده . ثم أخذ منه فنقط على رأسه ووجهه وسائر جسده . ثم يسجد وينصرف . "

الصفحة 271