كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 274 """"""
نوع آخر منه
حكي عن الحجاج أنه سأل أيوب بن القرية عن طبائع أهل البلاد ، فقال : أهل الحجاز أسرع الناس إلى فتنة وأعجزهم عنها ؛ رجالها جفاة ، ونساؤها كساة عراة . وأهل اليمن أهل سمع وطاعة ، ولزوم الجماعة . وأهل عمان عرب استنبطوا . وأهل البحرين نبط استعربوا . وأهل اليمامة أهل جفاة ، واختلاف آراء . وأهل فارس أهل بئس شديد ، وعز عتيد . وأهل العراق أبحث الناس عن صغيره ، وأضيعهم لكبيرة . وأهل الجزيرة أشجع فرسان ، وأقتل للأقران . وأهل الشام أطوعهم لمخلوق وأعصاهم لخالق . وأهل مصر عبيد لمن غلب ؛ أكيس الناس صغارا ، واجهلهم كبارا .
وحكي عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ أنه قال : كنا نعلم في المكتب كما نعلم القرآن : احذروا حماقة أهل بخاري ، وغل أهل مرو ، وشغب أهل نيسابور ، وحسد أهل هراة ، وحقد أهل سجستان .
وقال أبو حامد القاضي : أعياني أن أرى خراسانياً ذكياً ، وطبريا رزينا ، وهمذانياً لبيباً ، وبصريا ركيكا ، وكوفيا رئيسا ، وبغدادياً سخياً ، وموصلياً لطيفاً ، وشامياً خفيفاً ، وحجازياً منافقاً ، وبدوياً ظريفاً .
وقال بختيشوع : تسعة لا تخلو من تسعة : قميا من رعونة ، ويماني من جنون ، وواسطي من غفلة ، وبصري من جدل ، وكوفي من كذب ، وسوداني من جهل ، وبغدادي من مخرقة ، وخوزي من لؤم ، وطبري من زرق .

الصفحة 274