كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 276 """"""
ووجدوا أسفل أرض بقاع الأرض أربعة : أهل السدجان ، وبادرايا ، وماكسايا ، وخوذستان .
ووجدوا أقل أهل الأرض نظراً في العواقب أهل سبعة مواضع : طبرستان ، وأرمينية ، وقومس ، وكرمان ، وكوسان ، ومكران ، وشهرزور .
ويقال : إنه وفد رجل من عجم خراسان على كسرى ، فقال له : اخبرني من أحسن أهل خراسان لقاءً ؟ قال : أهل بخاري . قال : فمن أوسعهم بذلا للخبز والملح ؟ قال : أهل جوزجان . قال : فمن أحسنهم ضيافة ؟ قال : أهل سمرقتد . قال : فمن أدقهم نظرا وتقديرا ؟ قال : أهل مرو . قال : فمن أسوأهم طاعة ؟ قال : أهل خوارزم . قال : فمن أخبثهم طوية ؟ قال : أهل مرو الروذ ، إن رضي بذلك أهل أبيورد . قال : فمن اسقطهم عقلا ؟ قال : أهل طوس ، إن رضي بذلك أهل نسا . قال : فمن أكثرهم شغبا وجدلا : قال : أهل سرخس ، إن رضي بذلك أهل قوهستان . قال فمن أضعفهم وأخبثهم ؟ قال : أهل نيسابور . قال : فمن أقلهم غيرة على النساء ؟ قال : أهل هراة .
الباب الثاني من القسم من الفن الأول
في خصائص البلاد
ولنبدأ من ذلك بمكة ويثرب ، وأعرب عما أنقله من فضلهما ولا أغرب ؛ وأصله بذكر البيت المقدس والمسجد الأقصى ، ولا أشترط الاستيعاب لأن فضائلها لا تحصى .
فأما مكة " شرفها الله تعالى وعظمها "
ففضائلها مشهورة بينة . قال الله تعالى : " وإن أول بيت وضع للناس للذي بمكة مباركاً وهدىً للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً " . وقال الله تعالى : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً " .

الصفحة 276