كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 279 """"""
تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد ، وغشاة بياقوتة حمراء وسمي البيت الضراح . ثم قال للملائكة : طوفوا بهذا البيت ، ودعوا العرش ، فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش ، وصار أهون عليهم ، وهو البيت ، وهو البيت المعمور الذي ذكره الله عز وجل : يدخله كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً . ثم إن الله سبحانه بعث ملائكة فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره . فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن طوفوا بهذا البيت ، كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور .
فقال الرجل : صدقت يا ابن بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، هكذا كان .
ذكر زيارة الملائكة البيت الحرام
قال الأزرقي ، يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنهما : إن جبريل عليه السلام وقف على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعليه عصابة حمراء قد علاها الغبار ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ما هذا الغبار الذي أرى على عصابتك ، أيها الروح الأمين ؟ قال : إني زرت البيت فازدحمت الملائكة على الركن ، وهذا الغبار الذي ترى مما تثير بأجنحتها . وقال ، ورفعه إلى ليث بن معاذ رضي الله عنه : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : هذا البيت خامس خمسة عشر بيتا ، سبعة منها في السماء إلى العرش ، وسبغة منها إلى تخوم الأرض السفلى ، وأعلاها الذي يلي العرش : البيت المعمور . لكل بيت منها حرم كحرم هذا البيت . لو سقط منها بيت ، لسقط بعضها على بعض إلى تخوم الأرض السفلى ، ولكل بيت من أهل السماء ومن أهل الأرض من يعمره ، كما يعمر هذا البيت .
ذكر هبوط آدم إلى الأرض ، وبنيانه الكعبة المشرفة وحجه وطوافه بالبيت
قال الأزرقي ، يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لما أهبط الله عز وجل آدم عليه السلام إلى الأرض من الجنة ، كان رأسه في السماء ورجلاه في