كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
مدارك ، قل لنا ، في أي شيء ؟ . . . ففي أفهامنا منك ابتهار
وعندك ترفع الأرواح ؟ أم هل . . . مع الأجساد يدركها البوار ؟
وفيك الشمس رافعة شعاعاً ، . . . بأجنحة قوادها قصار ؟
قطوف ، ذي النجوم اللآلى ؟ . . . هلال أم يد فيها سوار ؟
وشهب ، ذي المجرة أم ذبال . . . عليها المرخ يقدح والعفار ؟
وترصيع ، نجومك أم حباب . . . تؤلف بينها اللجج الغزار ؟
تمد رقومها ليلاً وتطوى . . . نهاراً ، مثل ما طوى الإزار
فكم بصقالها صدى البرايا . . . وما يصدا لها أبداً غرار .
وتبدو ثم تخنس راجعات . . . وتكنس مثل ما كنس الصوار .
فبينا الشرق يقدمها صعودا . . . تلقاها من الغرب انحدار .
هي العشواء ، ما خبطت هشيم . . . هي العجماء ما جرحت جبار .